نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 237
و إنّ عيسى عليه السّلام لمّا كان من أهل المعاد و صاحب التأويل كان
مكانه في الشرق- و هو موضع ظهور النور و طلوعهوَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها
مَكاناً شَرْقِيًّا [19/ 16].
و انّ نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله لمّا كان جامع المنزلتين- المبدأ
و المعاد- و البرزخ المتوسّط بين الجانبين- المشرق و المغرب- بوجه، و المبرّأ عن
العالمين- الدنيا و الآخرة بوجه- كان مكانه متوسّطا بين الشرق و الغرب.
أمّا كونه جامعا للمبدإ و المعاد فلأنّ له منزلة في المبدأ-
- و لكلّ شيء جوهر و جوهر الخلق محمّد صلّى اللّه عليه و آله. و له
صلّى اللّه عليه و آله منزلة في المعاد إذ هو شفيع يوم المحشر
لقوله صلّى اللّه عليه و آله: «ادّخرت
شفاعتي
لأهل الكبائر من امّتي»
[23].
و أمّا كونه متوسّطا فلأنّ قبلة موسى عليه السّلام إلى الغرب من وسط
العالم، و قبلة عيسى عليه السّلام منه إلى المشرق، و قبلة نبيّنا صلّى اللّه عليه
و آله بينهما كما
قال صلّى اللّه عليه و آله: «ما
بين
المشرق و المغرب قبلتي»
[24].
و أمّا كونه مبرئا عنهما فلقوله تعالى:لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ
[24/ 35] و هما حرامان على أهل اللّه.
الإشراق الخامس في لمّية وجوب الصلوة مطلقا
لمّا علم الشارع إنّ جميع أفراد الإنسان لا يرتقون في مدارج العقل
إلى
[22] مناقب: ج 1 ص 214 و في الترمذي ج 5 ص 585: «بين الروح و الجسد».