نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 222
كلّ الموجودات، فقال: «عرفت ربّي بربّي، و لو لا ربّي لما عرفت ربّي».
و هذا بعينه مسلك الصدّيقين، و الأوّل مسلك ذوي الأنظار.
و أيضا قد وصف اللّه نفسه بأنّه المحيي و المميت، ثمّ فوّض الموت و الحيوة
إلى ملكين.
ففي الخبر:
«إنّ ملك الموت و ملك الحيوة تناظرا فقال
ملك الموت:
أنا أميت. و قال ملك الحيوة: أنا احيي الأموات. فأوحي اللّه
إليهما: كونا على عملكما و ما سخّرتما له من الصنع، فأنا المحيي و المميت و لا
محيي و لا مميت سواي».
فالمحقّق العارف هو الذي ينكشف له بنور معرفته أن لا قوام للأشياء
عنده بأنفسها و إنّما قوامها بغيرها، فهي باعتبار أنفسها باطلات الذوات هالكات
الهويّات و الإنيّات، و إنّما حقيّتها
[15] بغيرها لا بأنفسها من حيث هي هي، فإذا لا حقّ عند المحقّق المحقّ
إلّا الحقّ القيّوم الذي ليس كمثله شيء فهو القائم بذاته و كلّ ما سواه قائمة
بقدرته، فهو الحقّ و ما سواه باطل.
و
لمّا جرى هذا المعنى على لسان بعض الأعراب قصدا أو اتّفاقا صدّقه
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: أصدق بيت قاله الشاعر قول لبيد:
أ لا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل و كلّ نعيم لا محالة زائل [16]
فكلّ شيء هالك إلّا وجهه.
الإشراق السادس [المحيي هو المميت]
لما علمت أنّ للإنسان مراتب مختلفة في الوجود [و] لتحصيل كلّ مرتبة