نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 22
اليمن و الشوم، لأنّ السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم، و الأشقياء
مشائيم عليها بمعصيتهم، و السابقون المخلصون، الذين سبقوا إلى ما دعاهم اللّه إليه
و شقّوا الغبار في طلب مرضات اللّه.
و الأولى ما ذكر أوّلا.
و هاهنا وجه آخر ذكر في كثير من التفاسير و هو: إنّ أصحاب الميمنة هم
الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، و أصحاب المشئمة هم الذين يؤخذ بهم ذات
الشمال إلي النار.
و تحقيقه إن العالم بتمامه كشخص واحد، لأنّ وجوده ظل لوجود الحقّ،
فله وحدة طبيعيّة جمعيّة هي ظلّ للوحدة الحقّة الإلهيّة، و له روح واحد هو الروح
الأعظم و العقل الأول، المشتمل على مجموع الأرواح الكلّية العقليّة اشتمالا عقليّا
و له كالإنسان جانبان:
أحدهما جانب اليمين، و فيه الملكوت الأعلى، و هي المدبّرات العلويّة
المتعلّقة بالبرازخ النوريّة، و فيها جنّة السعداء، و من ملائكتها من يسوقون عباد
اللّه إلى رضوانه و منهم كتّاب حسناتنا يكتبون صحائف أعمالنا الحسنة و هم الملائكة
العلّيون و بأيديهم كتاب الأبرار:إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
[83/ 18] و الكتابة عبارة عن تصوير الحقايق، و الكتّاب هم المصوّرون الناقشون،
و الصحيفة هي محلّ التصوير و النقش، و كذا القلم هو الواسطة بين يمين الكاتب و
الكتابة. فالمراد من الكاتب هاهنا جوهر ملكوتي فعّال علويّ، و من القلم قوّته
العمليّة المصوّرة، و من الصحيفة نفوسنا الناطقة الخالية عن النقوش في أوّل الفطرة،
و لا شكّ إنّ هذه الكتابة لا يمكن أن يشاهدها أحد بهذه الحواسّ الكدرة الترابيّة
البالية، لأنّها
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 22