نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 200
و رموزه و إشاراته. و بعده لورثة علمه و خزّان كتابه- و هم الأئمة
المعصومون من أهل بيت نبوته و ولايته، و العلماء الربّانيّون الراسخون في العلوم
الإلهيّة، المتأدّبون بالآداب السبحانيّة خلفا بعد خلف و خليفة بعد خليفة، إلى آخر
الدور و القرون و منتهى العصر و الزمان.
و في زمان كلّ واحد منهم جمهور الناس- بل أكثر علمائهم و فقهائهم- مع
دعوى ايمانهم علانية ينكرون أطوار الأئمّة و سيرهم ضميرا و سرّا، و يستبعدون ترك
الدنيا و العزلة و الانقطاع عن الخلق- و هو بعينه تمنّى الموت- و ينكرون التبتيل [2] إلى اللّه بالكليّة بالموت الإرادي طلبا
للحياة المعنويّة الأبديّة، إلّا من كتب اللّه في قلوبهم الايمان و أيّدهم بروح
منه، و هو نتيجة الصدق في الطلب و حسن الإرادة الحاصلين من بذريُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ.
وذلِكَ
فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ
و
إلّا فمن خصوصيّة الإنسان بحسب ما ركز فيه من الطبيعة الظلمانيّة التي لأصحاب
الشيطان أن يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية، و إن كانوا يصلّون و يصومون و
يزعمون أنّهم متديّنون و لكن بالتقليد- لا بالتحقيق- اللهمّ إلّا من شرح اللّه
صدره للإسلام فهو على نور من ربّهفَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
تنبيه
لا يخفى عليك إنّ في الإخبار بعدم تمنّيهم الموت- و لو بحسب القول و
اللسان- معجزة من معجزات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لما
روى أنّه قال لهم:
«و الذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم
إلّا غصّ اللّه بريقه»
[3]