responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 199

بالمحسوسات، فلو فرضوا أنّ أحدا يقوم بنفسه من غير مباشرة الأكل و الشرب و الوقاع، و لا مصادقة الأقرباء و العشائر و الديار و العقار و الضياع و المواشي و غيرها، بل يكتفي بذكر اللّه و عالم ملكوته، لاستحالوا ذلك أو عدّوا حاله من أسوء الحالات، و شبّهوه بحالة الأموات و الجمادات.

جهلا بأنّ غاية ما سمّوه لذّة و غبطة بالنسبة إلى ما يجده أولياء اللّه من ملاحظة حضرة الربوبيّة و مشاهدة العاكفين لجنابه، أشبه بأن يسمّى عذابا و ألما من أن يسمى لذّة و راحة. كيف و لو كان ما زعموه حقّا لكان البغال و الحمير أوفر سعادة و أجلّ سرورا و غبطة من ملائكة اللّه الذين طعامهم الذكر و التحميد و شرابهم التنزيه و التقديس.

الإشراق الثالث [الفطرة التوحيدية في الإنسان بالقوة]

إنّ في الآية إشعارا بأنّ طبيعة أكثر الناس متنفرة عن حقيقة الدين، معرضة عن لقاء الحقّ، لكونهم غير متمنّين للموت بل مستكرهين له، فهم ليسوا من أولياء اللّه بحسب قاعدة عكس النقيض، بل من أولياء الطاغوت، فلذلك طبائعهم مجبولة على حبّ الدنيا و زينتها و رياستها.

و الجوهر الروحاني الذي جبل على فطرة اللّه و فطر على قبول دعوة الإسلام و دين التوحيد، فهو مودع في الإنسان بالقوّة كالجوهر في المعدن، لا يستخرج إلى الفعل إلّا بجهد جهيد و كد شديد و سعي تامّ، و تنقيه للقلب و تصفية للباطن عن أغراض النفس، و أعمال و عبادات على قانون الشريعة الحقّة، و متابعة تامة للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله في أوامره و زواجره و أحكامه‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست