نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 190
و طعمه الكاسد انّ ذلك أمر ممكن.
و لا يدري الجاهل المسكين أنّ ذلك بذر النفاق و مادّة الفساد و سبب
الجحود و العناد في العلوم، و منشأ المراياة في النسك و العبادات للتوسّل بها إلى
اقتناص القلوب و جلب خواطر الخلق. ثمّ لا يدري السفيه أن من أراد أن يجمع بين
الدين و الدنيا صار في آخر الأمر بحيث لا دين له و لا دنيا، على أنّ الدنيا لا
حقيقة له عند العقلاء بل من قبيل الأوهام و الأحلام و صورة المرايا و الظلال.
و
قد شبّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حب الجاه و الشرف و
إفسادهما للدين بذئبين ضاريين- كما هو المرويّ عنه في كتب العامّة و الخاصّة- [7].
و هذا الحديث
روي عن بعض ساداتنا المعصومين- صلوات اللّه عليهم أجمعين- في مدح
صفوان بن يحيى، حيث قال:
ما
ذئبان ضاريان قد وقعا في غنم غاب عنها رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من حبّ الرياسة،
لكن صفوان لا يحبّ الرياسة
[8].
و
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله إنّه قال: حبّ الجاه ينبت النفاق في القلب، كما
ينبت الماء البقل.
فعلم أنّ حبّ الجاه و الشهرة من المهلكات التي لا يمكن النجاة لأحد
منها، و إهلاكه و إفساده للمغترين بظواهر العلوم أشدّ و أكثر من إهلاكه للمغترين
بظواهر الإعمال، بقدر التفاوت بين قبح الكفر الذي هو ضرب من
[7] الكافي: كتاب الايمان و الكفر، باب حبّ الدنيا و الحرص
عليها: 2/ 318 ترمذي: كتاب الزهد الباب: