نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 187
بالحقيقة، لأنّ مقاصد أهل اللّه هي بعينها معارف الكتاب و السنّة، و
هو حريّ بهذا التمثيل، لأنّه و إن لم يكن يهوديّ النحلة لكنّه يهوديّ الخصلة.
فكما أنّ القدريّة مجوس هذه الامّة، فالظاهريّة و المشبّهة يهود هذه
الامّة، و الباطنيّة نصرانّي هذه الامّة، فإنّ جميع المذاهب القديمة توجد في امّة
نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله بواحد يزيد عليها- و هي الفرقة الناجية و الباقون في
النار- كما دلّ عليه الحديث المشهور
[5].
و
هذا الفرقة الناجية في غاية الخمول و الخفاء و الندرة و الانزواء.
الإشراق الثالث [المؤمن الحقيقي هو العارف الرباني]
إنّ المؤمن الحقيقي من يكون من الحكماء الإلهيّين و الأولياء
الربّانيّين و إنّ غيرهم إمّا من أهل الاغترار و حملة الأسفار و متحمّلة الأوزار،
المنسلخين عن الفطرة الأصليّة كالحمار، المقيّدين بسلاسل تعلّقات هذه الدار، لا
يهديهم اللّه لظلمهم و فسادهم سبيلا للارتقاء إلى دار القرار، و لا يوفّقهم للنجاة
من منازل الأشرار و مهاوي الفجّار إلى عالم الأسرار و معدن الأبرار.
و إمّا من أهل السلامة و التسليم و الطاعة و الانقياد من غير جحود و
لا إنكار و لا استنكار، لبقائهم على فطرتهم الأصليّة و نقاء صحائف خواطرهم و
أذهانهم عن نقوش الأقاويل المظلمة المضلّة، فهم من أهل الرحمة و النجاة الذين
ينالهم ضرب من الرحمة الواسعة التي وسعت كلّ شيء.
[5] راجع البحار: كتاب الفتن و المحن الباب: 1 ج 28 ص 4.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 187