إنّ اللّه تعالى قد مثّل الّذين حملوا الكتب السماويّة و كلّفوا
القيام بها و العمل بموجبها و هم لم يحملوها حقّ حملها من أداء حقّها، و لم
يتدبّروا فيها و لم ينظروا بعين الاستبصار و الاعتبار، بل حفظوها بالتكرار لفظا و
دوّنوها في الأسفار لأغراض عاجلة لهم في هذه الدار ثمّ لم يعملوا بما فيها،
بالحمار الذي يحمل أسفارا، لأنّ الحمار الذي يحمل كتب الحكمة على ظهره لا يشعر بما
فيها، فمثل من يحفظ الكتاب و لا يدرك أسراره و معانيه فلا يعمل بمؤدّاه و مقتضاه
كمثل دابّة يحمل على ظهرها الكتب- لا يعلم بما فيها-.
قال ابن عبّاس: فسواء حمل على ظهره أو جحده إذا لم يعمل به.
و على هذا فمن تلا القرآن و لم يفهم معناه و أعرض عنه إعراض من
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 184