responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 180

غلبة أحد الطرفين، و إن كان لكل جمال أيضا جلال كالهيمان الحاصل من الجلال الإلهي، فإنّه عبارة عن انقهار العقل منه و تحيّره فيه، و لكلّ جلال جمال و هو اللطف المستور في القهر الإلهي، كما قال تعالى: وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ‌.

و

قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه: سبحان من اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته، و اشتدّت نقمته لأعدائه في سعة نعمته‌ [5].

و من هاهنا يعلم سرّ

قوله صلّى اللّه عليه و آله: حفّت الجنّة بالمكاره، و حفّت النار بالشهوات‌ [6].

فهو اللّه البارئ المصوّر الغفّار لقوم، و هو اللّه الواحد العزيز القهّار المتكبّر لقوم آخر، و لا اعتراض عليه في تخصيص كلّ من الفريقين بما خصّصوا به، فإنّه لو عكس الأمر لكان الاعتراض بحاله.

إشراق شمسي [السعادة و الشقاوة و الإنسان المختار]

ثمّ اعلم إنّ كلّ ما في عالم الملك و الملكوت له طباع خاصّ، يصدر منه آثار و أفعال مخصوصة، و كلّ طبع مسخّر لفعل خاصّ، كالنار للتسخين و الماء للتبريد، و له حدّ محدود لا يتجاوزه، و مقام معلوم لا يتعدّاه من أعلى شواهق عالم الأمر إلى أدنى منازل عالم الخلق، إلّا الإنسان فإنّه مسخّر للاختيار 14،


[5] نهج البلاغة: الخطبة 88 مع اختلاف يسير.

[6]

مسلم كتاب الجنة و صفة نعيمها ج 17 ص 165. و رواه البخاري في كتاب الرقاق: ج 8 ص 127 بلفظ: «حجبت النار بالشهوات»..

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست