«إذا» مع ما يليه بدل
من «إذا وقعت». أو هو منصوب ب «خافضة رافعة».
و «الرجّ» هو التحريك الشديد. فمعنى «رجّت الأرض»: حرّكت تحريكا شديدا حتّى انهدم كلّ شيء
عليها من الأبنية و الجبال. و هي كذلك عند قيام الساعة، كما إنها كذلك عند أهل
الكشف، الذين غلبت على باطنهم ظهور سلطان الآخرة، فهم يرون الأرض و من عليها دائمة
التحوّل و النقل [8]،
لازمة
الانهدام و الزوال من حال إلى حال.
و «البسّ» هو التفتيت للشيء و التفريق له حتّى يعود
كالسويق. و «بسّت الجبال» صارت متفرّقة الأجزاء كالذرّات المبثوثة
في الهواء، و كذلك أصل الجبال، فإنّها في الأصل كانت أجزاء متفرّقة في مدّة طويلة
لا يعلم كميّتها إلّا اللّه، فجمعتها أيدي بعض ملائكة اللّه الموكّلة بتصريف
الرياح و تمويج البحار فانعقدت جبالا بإذن اللّه في بعض الأوقات، ثمّ تعود إلى ما
كانت و زالت عن مواضعها في كلّ وقت على التدريج، و لو بهبوب الرياح و نزول الأمطار
و تأثير أشعّة الشمس و غيرها من الأنوار، و فسخها بالتحليل و التبخير، و على هذا
القياس يرجع فيها كلّ شيء إلى أصله، و يظهر على صورته الحقيقيّة التي