نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 179
و الهداية لهم من اللّه، كما قال تعالى في حقّ يوسف الصدّيق- على
نبيّنا و عليه السّلام-كَذلِكَ
لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا
الْمُخْلَصِينَ [12/ 24] فاللّه الهادي
و المضلّ.
و هاهنا أسرار لا يحتمله الأفهام تركناها مخافة شنعة اللئام.
قوله:يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشاءُ فيه إشارة إلى
أنّ مشيّته الأزليّة متعلّقة بأمور متكثّرة متخالفة بحسب صفات و أسماء متعدّدة
متقابلة، فإنّ للّه تعالى صفتي لطف و قهر، و من الواجب في الحكمة أن يكون الملك- و
خصوصا ملك الملوك- كذلك، إذ كلّ منها من أوصاف الكمال كما لا يخفى، و لا بد لكلّ
من الوصفين من مظهر، فالملائكة و نفوس المقرّبين و الأخيار و من ضاهاهم مظاهر
اللطف، و الشياطين و الأشرار و من والاهم مظاهر القهر، و مظاهر اللطف هم أهل
الجنّة و الأعمال المستعقبة لها، و مظاهر القهر 13 هم أهل النار و الأفعال المعقبة إياها.
ثمّ اعلم- يا مسكين- إنّ في عالم الإمكان لكلّ نور ظلمة، و لكلّ كمال
نقصا، و إنّ كلّ ممكن زوج تركيبيّ كما أشارت إليه الحكماء، و بهذا جرت المشيّة
الأزليّة و السنّة الإلهيّة.
و على هذا يكون مقتضى السلطنة الربّانيّة بحسب ازدواج صفتي القهر و المحبّة
و الغضب و الرحمة. و منهما ينشأ الهداية و الضلال و التوفيق و الخذلان، و السعادة
و الشقاوة، و الجنّة و النار، و الآخرة و الدنيا و الأرواح و الأجرام بحسب