responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 160

و الأيمان في المرتبة الاولى‌ 7 غيبي و في الثانية عينيّ، و في الثالثة عيانّي.

و هذا كما كان حال النبي صلّى اللّه عليه و آله ليلة المعراج، فلمّا بلغ السدرة كان بعد في حيّز الأين، فلمّا جذبته العناية من الأين إلى العين‌ فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌ و هو المشار إليه بقوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ‌ [2/ 285]- أي: من صفات ربه و أفعاله- فآمنت ذاته بذاته، و صفاته بصفاته، و أفعاله بأفعاله. فصار كلّ وجوده‌ 8 مؤمنا باللّه ايمانا عيانيّا.

و في هذا المقام أسرار عظيمة لا يحتمله العقول المجرّدة، فضلا عن العقول الملابسة المغشّاة بغشاوة الوهم و الخيال، و يشمئزّ عنه طبائع أهل التقليد و الجدال.

اللهمّ لا تجعل هذه الكلمات مضلّة الجهّال و الأرذال، و اجعلها سببا لزيادة بصيرة أهل الكمال، و موجبة لإنارة قلوب الرجال، الذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه العزيز المتعال.

إشراق [ما يختص بالقرآن من بيان مراتب الايمان‌]

إنّك إذا علمت ما ذكرناه من اشتمال القرآن على هذه المراتب الثلاث من الايمان، و علمت اشتراك سائر الكتب السماويّة معه في المرتبتين الأوليين و اختصاصه بالمرتبة الأخيرة، فقد أحطت علما بأنّ إنزال القرآن بما فيه إكمال للدين و إتمام لنعمة اللّه على المؤمنين، و تحقّقت بمعنى قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‌ الآية [5/ 3] أي: جعلت الكماليّة في الدين من الأزل نصيبا لكم من جميع أهل الملل و الأديان، و أتممت‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست