فأنت أيّها العالم- ما لم يكن علومك مقتبسة من مشكوة النبوّة فلست
بعالم بالحقيقة، بل بالتسمية المجازيّة، لدلالة قوله:وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ بحسب مفهوم العكس على ذلك فافهم.
و من لم يكن هاشميّا بأن تكون ولادته المعنويّة- المعبّر عنها عند
الصوفيّة ب «الفتح»- من جهة نسبته [6] صلّى اللّه عليه و آله لها بإعطاء صور المعارف الايمانيّة
لمادّة عقله، فليس مؤمنا حقيقيّا، لأنّ المؤمن الحقيقي من يكون روحه وليد القدس، و
يكون الرسول صلّى اللّه عليه و آله أبوه المقدّس، بأن يحصل في مادّة عقله
الهيولاني التي بمنزلة التراب صورة اعتقاديّة ايمانيّة بمنزلة صورة النطفة
الآدميّة، قابلة للتربية و التنمية بأغذية المقاصد العلميّة و المطالب القرآنيّة،
و أشربة الأعمال و الأفعال الشرعيّة، و نحن قد بيّنّا شرح هذه الولادة في مقامه.
فالمؤمن الحقيقي من يكون من أهل بيت الرسالة الإلهيّة، متشبّها في