بعث في الأميين- يعني أرسله في العرب، لأنّهم كانوا امّة اميّة لا
تكتب و لا تقرأ و لم يبعث إليهم نبي- عن مجاهد و قتادة-.
و قيل: يعني أهل مكّة، لأن مكة- شرّفها اللّه- تسمّى أمّ القرى.
و عن بعض المحقّقين من أهل الكشف: إنّ الرسول يسمّى بالامّي لأنّه
منسوب إلى امّ الكتاب، أي اللوح المحفوظ، و بهذا الإعتبار تكون امتّه أميين، فهو
رسول مبعوث من الله في الأميين مع كونه من جنس الآدميّين متعلّقا بقالب البشريّة
المركّب من الماء و الطين، ليمكن الوصول إليه و الملاقاة معه و الاقتداء به و
الاستفادة من ذاته، بجهة الحصّة البشرّية و الاستضائة من أشعّة عقله المنوّر
بوسيلة المشاركة الحسيّة من ثقب اصطرلابات الحواسّ و العقول، و الاستماع لتلاوة
آيات اللّه القرآنيّة منه في عالم المخاطبة الكلاميّة و المقارعة الهوائيّة.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 151