نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 110
و هذا كما
ورد [1] أنّ الايمان
ليس بابا واحدا، بل هو نيّف و سبعون بابا، أعلاها شهادة أن لا إله إلّا اللّه و
أدناها إماطة الأذى عن الطريق.
و مثاله قول القائل: ليس الإنسان موجودا واحدا، بل هو نيّف و سبعون
موجودا، أعلاها الروح، و أدناها إماطة الأذى عن البشرة- بأن يكون مقصوص الشارب،
مقلوم الأظفار، نقيّ البشرة عن الأخباث، حتّى يتميّز عن البهائم المرسلة الملوثّة [2] بأوراثها، المستكرهة الصور بطول مخالبها
و أظلافها.
فعلم من هذا أنّ الإنسان و مراتبه مثال مطابق للايمان و مراتبه، و
كذا حكم القرآن. و سيأتيك زيادة كشف.
هذه صفة رابعة للقرآن، أي: منزل من عند ربّ العالمين إلى أهل هذا
العالم، و إنّما وصف بالمصدر لأنّه من حيث هذا الوجود الكوني نزل منجّما بحسب
الدواعي الكونيّة و المصالح الخلقيّة في الأوقات المعيّنة فكأنّه في نفسه تنزيل،
لتعالي الباري القيّوم عن وصف التغيّر و التجدّد و كثرة الدواعي و الإرادات.
و أما كيفية هذا التنزيل، فنقول في بيانها: إنّ الذات الأحديّة
بحقيقته الصمدانية ممّا لا سبيل لأحد إلى إدراكه- سواء كان من الملائكة أو من
[1] راجع الترمذي، كتاب الايمان، باب ما جاء في استكمال
الايمان: 5/ 10. الجامع الصغير: 1/ 124.