نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 10
و مقاصد عظيمة في معرفة نفوس العباد، و درجاتها بحسب حالاتها في
الدار الآخرة، و أقسامها من جهة السعادة و الشقاوة في النشأة الباقية. و علوم
الآخرة ممّا يختصّ بدركها عرفاء هذه الملّة و حكمائها الراسخون، و ليس لغيرهم من
المتكلّمين و الفقهاء إلّا سماع
[3]
الألفاظ
و التصرّف في مفهوماتها.
و جمهور الحكماء بعلومهم الفلسفيّة عن إدراك أحوال المعاد معزولون [4]- حتّى أنّ رئيسهم أبا
علي اعترف بالعجز و القصور عن فهم المعاد الجسماني- و كذلك المجتهدون في مسائل
الاعتقاد منخرطون في سلك التقليد مع ساير العباد.
و إنّي كنت سالفا كثير الاشتغال بالبحث و التكرار، و شديد المراجعة
إلى مطالعة كتب الحكماء النظّار، حتّى ظننت أنّي علي شيء. فلمّا انفتحت بصيرتي
قليلا و نظرت إلى حالي، رأيت نفسي- و إن حصّلت شيئا من أحوال المبدإ و تنزيهه عن
صفات الإمكان و الحدثان، و شيئا من أحكام المعاد لنفوس الإنسان- فارغة من علوم
الحقيقة و حقايق العيان، ممّا لا يدرك إلّا بالذوق و الوجدان، و هي الواردة في
الكتاب و السنّة من معرفة اللّه و صفاته و أسمائه و كتبه و رسله، و معرفة النفس و
أحوالها من القبر و البعث و الحساب و الميزان و الصراط و الجنة و النار- و غير
ذلك- مما لا تعلم حقيقته إلّا بتعليم اللّه، و لا تنكشف إلّا بنور النبوة و
الولاية.
و الفرق بين علوم النظّار و بين علوم ذوي الأبصار كما بين أن يعلم
أحد حدّ الحلاوة و بين أن يذوق الحلاوة، و كم بين أن تدرك حدّ الصحّة و السلطنة و
بين أن تكون صحيحا سلطانا، و كذلك مقابل هذه المعاني.