نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 31
تحيّر الناظرين فيها، و القرآن نازل لهداية العباد و تعليمهم و تسهيل
الأمر عليهم مهما أمكن لا للتعقيد و الإشكال، فيجب أن يكون اللغات محمولة على
معانيها الوضعية المشهورة بين الناس، لئلا يوجب عليهم الالتباس.
كشف إلهامي
قد من اللّه علينا في تحقيق هذه الآية و نظائرها بما يشفي العليل و
يروي الغليل من غير حاجة إلى صرف اللفظ عن مفهومه الظاهر، و هو يستدعى تمهيد
مقدمات:
أولاها: ان الأمور الصادرة عن الحق أقسام:
أولها ما لا يحتاج في وجوده و تعقّله إلى قابل و حركة و زمان، و منها
ما يحتاج إليها في وجوده لا في تعقله، و منها ما يحتاج إليها في الوجودين، فالأول
كالعقول، التي هي ضرب من ملائكة اللّه، و يقال لأمثاله الأمور الإلهية، و الثاني
كالعدد و المقادير، و يقال لها الرياضيات، و الثالث كأشخاص الأجسام الطبيعية و
غيرها، و يقال لها الطبيعيات.
و ثانيها: إن لوجود كل من هذه الموجودات عالما آخر، فالدنيا للأمور
الطبيعية، و هي عالم الشهادة و عالم الحسّ، و الآخرة للأمور المقدارية من غير
مادة، و يقال لها: عالم الغيب و عالم الجزاء، و ما هو فوقهما للأمور الربانية، و
لكل من هذه الموجودات مشعر آخر للإنسان، فبالحس يدرك الدنيا و ما فيها، و بالخاطر
و العقل يدرك الأمور الاخروية، و بالروح و العقل النظري يدرك الأمور الإلهية.
و ثالثها: إن الشيء قد يكون بحسب حقيقته و ماهيته من الأمور
العقلية، و بحسب تشخصه من الأمور المفتقرة إلى المادة و انفعالها، كالجواهر
الصورية التي تقوّم المادة و عوارضها بحسب سنخ تجوهرها، و اما بحسب تعيّنها الخاص
و عوارض تعينها فهي مما تقوّمها المادة و انفعالاتها.
و رابعها: ان الأفلاك و ما فيها يفتقر إلى المادة و عوارضها
الانفعالية في التشكل
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 31