نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 180
لكم في ترككم الاعتقاد بوحدانية المعبود و ما أتى به النبي صلى اللّه
عليه و آله و سلم و قد أقيمت البراهين على ما تؤمرون به سمعا و عقلا؟
أما الأول: فلأن الرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم، و العقل السليم عن
الأمراض و الآفات النفسانية مجبول على الاعتقاد بصدق قوله بما أظهره اللّه على يده
من المعجزات التي هي خارجة عن طوق البشر.
و أما الثاني: فلنهوض البراهين القاطعة الدالة على الايمان باللّه و
الرسول، و كون الغريزة الإنسانية مرتكزة فيها التصديق بحقائق الايمان مفطورة
عليها، كما أشار إليه بقوله تعالى: و قد أخذ ميثاقكم.
و الحاصل إنه أيّ عذر لكم في ترك الايمان بعد ما ازيحت عنكم العلل، و
أوضحت لكم السبل، بما ركب فيكم من غرائز العقول، و نصب لكم من دعوة الرسول المؤيدة
بالدلائل و الآيات التي ينبه لكم بها على الايمان بمن هو ربكم، دون من هو مربوب
مثلكم؟ 83 ان كنتم
مؤمنين- أي: ممن يهمّكم التصديق بما يقوم البرهان الواضح على صحته، فقد قام ذلك
عقلا و سمعا و هما فطرة العقول و دعوة الرسول؟
هذا إذا جعل خطابا للمشركين، فإن جعل خطابا للمؤمنين فمعناه: أيّ سبب
يزيلكم عن الايمان و الرسول بين أظهر كم يدعو كم إلى الثبات عليه و قد أخذ هو عليه
ميثاقكم إن كنتم مؤمنين موقنين بشرائط الايمان؟ و هو كقوله:يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ* وَ
كَيْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَ فِيكُمْ
رَسُولُهُ [3/ 100] و على التأويل
الأول أخذ الميثاق من اللّه على عباده هو ميثاق الخلقة، و قيل هو أخذ ميثاق
الذرية.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 6 صفحه : 180