responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 153

قلنا: فعل الإماتة منه تعالى لكونها مستلزمة للإحياء على وجه أبقى و أشرف حسن، كما إن الأمر بالقصاص لكونه يوجب الحيوة على وجه أكثر و أصح حسن.

أو نقول: موت البدن من ضروريات‌ 22 قوام الروح بذاتها حيّة موجودة بالفعل و إن كانت من أرواح الأشقياء المردودين و ممن يأتيه الموت من كل مكان و ما هو بميّت.

و مما يؤيّد إن الحيوة الآخرة نوع أقوى من الحيوة الدنيا قوله تعالى:

فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [50/ 22] إذ حدة البصر و البصيرة تدل على قوة الحيوة و الوجود.

قوله عز و جل: [سورة الحديد (57): آية 3]

هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ (3)

الواوات الثلاثة للجمعية، لكن الاولى للدلالة على أنه تعالى مجمع صفتي التقدم و التأخر، و الثالثة على أنه مجمع الظهور و البطون، و الوسطى على أنه الجامع بين ذينك المجموعين- مجموع الأولية و الآخرية و مجموع الجلاء و الخفاء-.

و عن عبد العزيز: إن الواوات مقحمة 23 و المعنى: هو الأوّل الآخر الظاهر الباطن‌ 24. لأن من كان منّا أولا لا يكون آخرا، و من كان ظاهرا لا يكون باطنا، و هذا يلائم القول بأن أوّليته عين آخريّته، و ظاهريّته عين باطنيّته.

و عن ابن عباس: الأول قبل كل شي‌ء بلا ابتداء، و الآخر بعد فناء كل شي‌ء بلا انتهاء، فهو الكائن لم يزل، و الباقي لا يزال، و الظاهر الغالب العالي على كل شي‌ء فكل شي‌ء دونه. و الباطن العالم بكل شي‌ء فلا أحد أعلم منه.

و توجيه هذا المنقول و إن كان فيه عدول عن الظاهر المفهوم إنه مأخوذ من بطن الشي‌ء بمعنى علم باطنه، و لهذا أردف بقوله: وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ‌ لأن العالم بوجوه الشي‌ء عالم بما سواه.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 6  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست