responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 61

معرض عن قبول ما يقولونه فقد أشرفت على عذاب يبقى أبد الآباد، و ان كذبوا فلا يفوتك لوفاتك الا بعض شهوات هذه الدنيا الفانية الكدرة.

فلا يبقى له توقف ان كان عاقلا مع هذا الفكر اليسير أن يقبل دعوتهم، إذ لا نسبة لمدة العمر الى أبد الآباد، فانا لو قدرنا الدنيا مملوة بالذرة و قدرنا طائرا يختطف كل سنة واحدة منها، لفنيت و لم ينقص من أبد الآباد شي‌ء، فكيف يغتر رأي العاقل في الصبر عن شهوة الدنيا لأجل سعادة تبقى أبد الآباد؟

[سورة يس (36): آية 22]

وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)

هذا نمط آخر له في نصيحة الجاهلين من أهل القرية و إيقاظ النائمين من قومه، و هو التلطف لهم و المواساة معهم، و التسوية بين نفسه و بينهم فيما اختار لنفسه، فأبرز الكلام في معرض المناصحة لنفسه قصدا لمناصحتهم و طلبا لصلاح حالهم، لغاية الشفقة عليهم و المساهمة معهم حيث لم يرد لهم الا ما أراد لروحه، و لهذه الرعاية في اثبات المشاركة و المساهمة وقع قوله: وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي‌ بدل قوله: «و ما لكم لا تعبدون الذي فطركم» الا ترى أنه كيف عاد عمّا ساق الكلام لهذه الرعاية الى ما يستدعيه سوق الكلام لاصل المقصد من الخطاب لهم للنصيحة و الإرشاد و ارائتهم سبيل السداد، فقال: «وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» بعد قوله: «الَّذِي فَطَرَنِي» إذ المقابلة بين المبدإ و المرجع مما يقتضي أن يكون أحدهما مقيسا الى ما يقاس اليه بعينه الاخر، و يقاس الى أحدهما ما يقاس بعينه الى الاخر، و لما لم يلتفت لفت هذه المخاطبة على ما يستدعيه المقابلة، بل نسب الى المبدإ بالخلق و الاجادة غير ما نسب الى المعاد بالرجوع و الاعادة، فعلم أن تغيير الأسلوب كان تنصيصا على المساهمة و تأكيدا للمناصحة.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست