قيل: «الامر» هاهنا بمعنى الشأن «إِنَّماأَمْرُهُ» اى: انما شأنه «إِذاأَرادَ
شَيْئاً» و دعاه داعي
حكمته و مصلحته الى تكوينه
«أَنْيَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و لا بأس عليك ان تحمل «الامر» هاهنا على ما يرادف معنى الحكم الانشائي و الامر
التكويني فان الامر من اللّه كباقي أقسام كلامه على ضربين:
أحدهما ما هو بمعنى التكوين و الإنشاء المطلق.
و الثاني هو بمعنى طلب الفعل من العبد، و هو الامر التشريعي.
و من القبيل الاول:يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ [21/ 69]كُونُوا
قِرَدَةً خاسِئِينَ [2/ 65]كُونُوا
حِجارَةً [17/ 50].
و من قبيل الثاني قوله تعالى:كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
[4/ 135].
و المخاطب بالأمر التكويني و الخطاب الايجادي لا يكون إلا ذوات
الماهيات المجعولة، المستعدة لسماع قول الحق بآذانهم السمعية، الواعية المطيعة
لآذان الحق و اذنه لهم و ندائه عليهم بالدخول في دار الوجود، فسمعوا نداء الحق
بقوله: «كن» و أطاعوا أمره، و قالوا: سمعنا و أطعنا و دخلوا
في دار رحمته و بلدة جوده و نعمته، كما قال مخاطبا للسموات و الأرض:ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا
أَتَيْنا طائِعِينَ [41/ 11].
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 5 صفحه : 383