responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 364

جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً [21/ 32] و قال: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً [25/ 61] و ورد في الأكثر ذكر السماء مقدما على ذكر الأرض، و السموات مؤثرة و الأرضيات متأثرة- و المؤثر أشرف من المتأثر.

و قال آخرون: الأرض أفضل، لأنه تعالى وصف بقاعها من الأرض بالبركة إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً [3/ 96] فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ [28/ 30] إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ‌ [17/ 1] مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها [7/ 137] يعنى وصف الشام.

و وصف جملة الأرض بالبركة: وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها [41/ 10] إذ ما فيها الا و هي مساكن خلق لا يعلمهم الا اللّه حتى المفاوز المهلكة، فلهذه البركات قال: وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ‌ [51/ 20] تشريفا لهم لأنهم هم المنتفعون، كما قال: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‌ [2/ 2].

و خلق الأنبياء من الأرض: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ‌ [20/ 55] و أكرم نبيه المصطفى صلّى اللّه عليه و آله فجعل الأرض كلها مسجدا له و ترابها طهورا، و لما خلق الأرض و كانت كالصدفة و الدرة المودعة فيها آدم و أولاده، ثم علم اللّه أصناف حاجاتهم، قال: يا آدم لا أحوجك الى شي‌ء غير هذه الأرض التي هي لك كالام الرحيمة، فقال: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا [80/ 25] الاية وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ‌ [2/ 22] يا عبدي ان أعز الأشياء عندك الذهب و الفضة، و لو أني خلقت الأرض منهما هل كان يحصل منهما هذه المنافع، ثم اني جعلت هذه الأشياء في الدنيا مع أنها سجن لك، فكيف الحال في الجنة.

فالحاصل ان الأرض لك كالام بل أشفق لك من الام، لان الام يسقيك‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست