responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 229

صار قلبه مستقر الملائكة و مهبطهم، ينزل كل يوم بزيارته كما بيّنا في موضعه.

و لما كان كل واحد من الناس ما دام في هذا العالم لا يخلو عن شهوة و غضب و حرص و طمع و طول أمل، الى غير ذلك من الصفات البشرية، المتشعّبة عن الهوى المتّبع للقوة الوهمية التي شأنها ادراك الأمور على غير وجهها، فلا جرم لا يخلو الباطن عن جولان الشيطان فيه بالوسوسة، الا من عصمه اللّه.

و لذلك‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «ما منكم الا و له شيطان».

قالوا: «و أنت يا رسول اللّه»؟ قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلم-: «و أنا الا أن اللّه أعاننى عليه فأسلم على يدي»

[1].

فمهما غلب على النفس ذكر الدنيا و مقتضيات الهوى و مستلذات الشهوات وجد الشيطان المتدرع بها مجالا فوسوس لها، و مهما انصرفت النفس الى ذكر اللّه ارتحل الشيطان و ضاق مجاله، فأقبل الملك و ألهم، و النفس هيولانية الوجود، لها قابلية الارتباط بكل من الملك و الشيطان بتوسط قوتيه العقلية و الوهمية، باستعانة انكسار القوى الشهوية و الغضبية و الوهمية، و فتورها و استيلائها و سورتها، و أكثر النفوس مما قد فتحها و سخّرها جنود الشيطان و ملوكها، فامتلأت بالوسواس الداعية الى اطراح الاخرة و إيثار العاجلة.

الأصل الثامن‌

في كيفية قبول الإنسان كلا من الإلهام و الوسوسة من الملك و الشيطان اعلم ان حصول الإلهام من الملك و الوسوسة من الشيطان يقع في قلوب الإنسان على وجوه أربعة:


[1] - مسلم: صفة القيامة و الجنة و النار: 17/ 157

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست