responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 227

حزب اللّه و حزب الشيطان.

ثم انك قد علمت أن هذه الخواطر حادثة لما أشرنا اليه، و كل حادث لا بد له من سبب، و مهما اختلف المعلولات دل اختلافها على اختلاف العلل، و كما أن اتفاقها في أصل الإمكان دل على افتقارها الى قيّوم واحد وجوده كوحدته عين ذاته، فكذلك اختلافها يحتاج الى أسباب مختلفة متوسطة بينها و بين مسبب الأسباب، و هذا مع قطع النظر عن الانظار البرهانية معروف في سنة اللّه تعالى و عادته في ترتيب المسببات على الأسباب، فمهما استنار مثلا حيطان البيت و أظلم سقفه و اسودّ بالدخان، علمت أن سبب الاسوداد غير سبب الاستنارة، فحكمت بأن سبب الاستنارة نور النور، و سبب الاستظلام ظلمة الدخان.

كذلك لانوار القلب و ظلماته سببان مختلفان: فسبب الخواطر الداعي الى الخير في عرف الشريعة يسمى «ملكا» و سبب الخواطر الداعي الى الشر يسمى «شيطانا» و اللطف الذي يتهيأ به القلب لقبول الهام الملك يسمى «توفيقا» و الذي به يتهيأ لقبول وسوسة الشيطان يسمى «اغواءا» و «خذلانا» فان المعاني المختلفة تحتاج الى أسامى مختلفة.

و قد مر في الأصل الرابع بيان ماهية الملك و الشيطان، و أن أحدهما عبارة عن خلق شأنه افاضة الخير و افادة العلم، و كشف الحق و الوعد بالمعروف، و قد خلقه اللّه و سخّره لذلك. و الاخر عبارة عن خلق شأنه ضد ذلك، و هو الوعد بالشر و التخويف كما دلت عليه الاية المنقولة، و قوله تعالى: الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ [35/ 6] و هما جوهران مسخّران لقدرته في تقليب القلوب، كما أن لك أصابع مسخرة لقدرتك في تقليب الأجسام، كما دل عليه الحديث المنقول، فانه يتعالى أن يكون له إصبع جسماني مركب من لحم و عظم و دم منقسم بالأنامل، و لكن‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست