responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 151

و لا كنسبة شطر لاحق الى سابقه- كالجمعة مثلا الى الخميس و ما قبلها- فان الدار الاخرة ليست منسلكة مع هذه الدار في سلك واحد و كذا ليست حيّز الاخرة الى الاحياز الدنيا كنسبة فوق هذا العالم الى ما هو دونه، لان كلا منهما عالم آخر، و الاخرة عالم تام برأسه لا يعوزه شي‌ء من أشياء هذا العالم، و لا يتصل بغيره، و لا هو واقع في جهة من جهات هذا العالم بحسب الزمان و المكان بل نسبة متاها الى متى هذه الدنيا أشبه بنسبة محيط الدائرة الى مركزها من نسبة بعض الخط الى بعض آخر او حدّ منه الى غيره و كذلك الحال في قياس أينها الى ايون هذا العالم.

لان القيامة لو كانت واقعة في آخر شطر من أجزاء هذا الزمان الدنياوي أو في أبعد شطر من أبعاض هذا المكان الحسي- كما زعمه أهل الظن و التخمين- لكان بعيدا غاية البعد من النفوس الانسانية و هو باطل، لان اللّه تعالى وصفها بالقرب منا بحسب الزمان و المكان جميعا.

اما الاول: فلقوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [54/ 1] و اما الثاني فلقوله تعالى: وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ‌ [34/ 51] إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَ نَراهُ قَرِيباً [70/ 7] فكان نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلم يشاهد خازن الجنة و يتناول بيده من ثمارها و فواكهها، و كذلك علماء امّته و هم المؤمنون حقا بأحوال الاخرة كانوا مشاهدين للقيامة، و هي كانت قائمة في حقهم، لأنهم كانوا محشورين في دنياهم الى الحق، راجعين الى اللّه.

و لم يحكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم بكون حارثة «مؤمنا حقيقيا» ما لم يكن مشاهدا يوم الاخرة، ناظرا الى أحوالها، حيث‌

قال: «أصبحت مؤمنا حقا» قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟» قال: «رأيت أهل الجنة يتزاورون، و رأيت اهل النار يتعاوون و رأيت عرش ربي‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست