responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 116

و الاتصال، فإذا فنى عن ذاته عند الانمحاق، و تنور بنور محبوبه في شدة القرب و الاشراق، قال بلسان حاله هذا المقال:

و كان ما كان مما لست أذكره‌

فظن خيرا و لا تسأل عن الخبر

ثم إذا رجع الى ذاته و عاد الى الصحو بعد المحو، و سافر من الجمع الى التفرقة و التفصيل، و أخذ منصب الخلافة و الرسالة في ارشاد السالكين للسبيل، و بعث لهداية المتوطنين في الظلمات، و تعليم النازلين في مراقد الجهالات، قاربت المقابلة الوضعية الحسية، فانعكست الى ذاته الاشعة الشمسية، و أضائت ذاته بأنوارها بعد ما كان مظلما، و أنار جوهره بأشعتها غب ما كان مغيما، قائلا: «من رآني فقد رأى الشمس» و ربما نطق:

إذا تغيّبت بدا

و ان بدا غيّبنى‌

فلما نظر الى ذاته فما رأى شيئا خاليا من أنوار الشمس و عطاياها، فقال عند ذلك في غاية سكره: «أنا الشمس» لولا أن ثبّته اللّه بالقول الثابت مثل ما قال أبو يزيد و الحلاج و غيرهما من أصحاب التجريد، و سكارى شراب المحبة و التوحيد، حيث كانوا أقمار سماء التفريد، و مرائى شمس الحقيقة و التمجيد، فلما أضائت أراضى قلوبهم و صفحات وجوههم بنور الرب باحوا بالسر الخفي، اما لغاية السكر و الوجد- فكلام المجانين يطوى و لا يروى- و اما للاشتباه بين المرآة و المرئي، أو لا ترى أن المرائي المتعددة المختلفة في الصقالة و الكدورة و الاستقامة و الانحناء إذا تجلت فيها صورة واحدة في حالة واحدة ظهرت فيها بحسبها، و لو كان تجليها في المرائي حلولا أو قياما لما أمكن حلول شي‌ء واحد في محال متعددة مختلفة.

فاعلم و تثبّت- أيها العارف السالك- أن التجلي غير الحلول و الاتحاد

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 5  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست