responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 282

و الهيئات إنما هي امور طبيعية لازمة ليست كصناعيات (بصناعيات- ن) يمكن زوالها و انفصالها، فيكون كالأعضاء في كونها طبيعية- لا كالألبسة القابلة للانخلاع و الانفصال- و إذا كان كذلك فاختلاف الأبدان في هيئة الأعضاء و خلقة الأشكال دليل اختلاف النفوس في الحقائق.

و كقوله تعالى: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ* فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [74/ 50- 51] و قوله تعالى: فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ‌ [2/ 65] يعني بحسب النفس- مع بقاء البدن على صورته الظاهرة، و إلا يلزم التناسخ المستحيل- فهم صاروا لانحطاطهم عن العالم العلوي الإنساني إلى الأفق السفليّ الحيوانيّ قردة مشابهين للناس في الصورة و ليسوا بهم في النفس و العقل، خاسئين: أي بعيدين طريدين.

و المسخ في الحقيقة حقّ غير منكر في الدنيا و الآخرة، كما وردت به الآيات و الأحاديث، و

قد روي عنه صلّى اللّه عليه و آله‌ المسوخ‌ [1]

، ثمّ عدهم و بيّن أعمالهم و معاصيهم و موجبات مسخهم، حاصله: أن من غلب عليه وصف من أوصاف الحيوانات و رسخ فيه بحيث أزال استعداده الأصلي و يمكن (تمكن- ظ) في طباعه، و صار صورة ذاتية له- كالماء الذي منبعه معدن الكبريت مثلا- صار طباعه طباع ذلك الحيوان و نفسه نفسه، فاتّصلت عند المفارقة ببدن يناسب صفته، فصارت صفته صورته- كما سنتضح.

و قوله: وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‌ وُجُوهِهِمْ‌ [17/ 97] أي على صور الحيوانات المنتكسة الرؤوس. و قوله تعالى: قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا [41/ 21] و قوله تعالى: تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‌


[1] الخصال: أبواب الثلاثة عشر: 2/ 494.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست