نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 90
جملة فكأنه قال: «فلا تكونا من الظالمين».
و
معنىوَ
لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ:
لا
تأكلا منها. و هو المروي
عن الباقر عليه السّلام
[1]
و حاصله: لا تقرباها بالأكل. و لهذا انّما وقعت المخالفة بالأكل بلا
خلاف- لا بالدنوّ منها- و لهذا قال:فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما.
و اختلف في هذا النهي، فقيل: إنّه نهى التحريم. و قيل: نهي التنزيه،
دون التحريم. كمن يقول لغيره: «لا تجلس على الطريق» و هو مذهب أصحابنا، و موافق
لأصولنا العقليّة- كما سيجيء بيانه.
فعندهم إنّ آدم عليه السّلام كان مندوبا إلى ترك التناول من الشجرة،
فكان بالتناول منها تاركا- نفلا و فضلا. و لم يكن آتيا بقبيح و فاعلا لمحرّم، لأنّ
الأنبياء لا يجوز عليهم القبائح- صغيرها و كبيرها.
و قالت المعتزلة. كان ذلك صغيرة من آدم عليه السّلام- على اختلاف
بينهم في أنّه وقع منه على سبيل العمد، أو السهو، أو التأويل.
و استدلّ صاحب مجمع البيان [2] على امتناع مواقعة المعصية على الأنبياء عليهم السلام بأنّ
الفعل القبيح ما يستحق فاعله الذمّ و العقاب، و المعاصي كلّها كبائر عندنا، و
إنّما تسمّى صغيرة بإضافتها إلى ما هو أكبر عقابا منها لأن الإحباط قد دلّ الدليل
عندنا على بطلانه، و إذا بطل ذلك فلا معصية إلّا و يستحق فاعلها الذّم و العقاب، و
إذا كان الذّم و العقاب منفيّين عن الأنبياء، وجب أن ينفى عنهم سائر الذنوب.
و لأنّه لو جاز عليهم لنفّر عن قبول [قولهم]. و المراد بالتنفير إنّ
النفس إلى قبول قول من لا يجوز عليه شيء من المعاصي أسكن منها إلى من يجوز عليه
ذلك، و لا يجوز عليهم كلّ ما يكون منفرّا عنهم من الخلق المشوّهة و الهيئات
المستكرهة.
و إذا صحّ ما ذكر علمنا إنّ مخالفة آدم عليه السّلام لظاهر النهي كان
على الوجه الذي
(1، 2) مجمع البيان: 1/ 85.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 90