نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 88
فصل قوله [تعالى]: و قلنا
قال بعض المفسّرين: هذه نون الكبرياء و العظمة- لا نون الجمع.
و أقول: كأنّه إشارة إلى الجمعيّة الإلهية المحتوية بحسب الأسماء و
الصفات على جميع العقول و الذوات.
و «السكنى» من السكون. لأنها نوع من اللبث و الاستقرار.
وأَنْتَ تأكيد للمستكين في «اسكن» ليصحّ العطف عليه.
وزَوْجُكَ معطوف على موضع أنت. و لو عطف على الضمير
المستكنّ لكان يشبه في الظاهر عطف الاسم على الفعل فأتى بالمنفصل و عطف عليه.
ورَغَداً منصوب لأنّه صفة لمصدر محذوف، كأنّه قال: «أكلا
رغدا»
أى: واسعا كثيرا. و يجوز أن يكون مصدرا وضع موضع الحال من قوله:كُلا-
و
يقال: قوم رغد، و نساء رغد، و عيش رغد. و رغيد. فعلى هذا يكون تقديره:
«و كلا منها متوسّعين في العيش».
وحَيْثُ يبنى على الضمّ كما تبنى الغايات [1]: لأنّه منع عن الإضافة
إلى مفرد كما منعت هي من الاضافة، فما يأتي بعده جملة اسميّة أو فعليّة في تقدير
المضاف إليه. و هو للمكان المبهم، أي: «أيّ مكان شئتما من الجنّة» على وجه التوسعة البالغة،
من جهة إنّه لم يحظر عليهما بعض الأكل، و لا بعض المواضع، حتى لا يبقى لهما عذر في
التناول من شجرة واحدة من أشجارها الكثيرة الفائتة للحصر.
و النكتة في عطف قوله:كُلا على قوله:اسْكُنْ بالواو هاهنا و بالفاء