وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ
خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[63]
«الميثاق» مفعال من
الوثيقة إمّا بيمين أو بعهد أو غير ذلك في الوثاق [ظ: من الوثائق] كالعقل و
الفطرة.
و «الطور» في اللغة: الجبل. و قيل: اسم جبل بعينه ناجى
اللّه عليه موسى عليه السّلام. و هو المرويّ عن ابن عباس. و هذا هو الأقرب، لأنّ
لام التعريف حمله على معهود عرف كونه مسمّى بهذا الاسم. و المعهود هو الجبل الذي
وقعت المناجاة فوقه، فقد يجوز أن ينقله اللّه إلى حيث هم، فجعله فوقهم و إن كان
بعيدا منهم، لأنّ القادر على أن يجعل الجبل فوق الهواء قادر على قلعه و نقله من
موضع بعيد إليهم.
و سيجيء إعادة الكلام في تحقيق هذا المرام.
و قال ابن عباس: أمر اللّه جبلا من جبال فلسطين، فانقلع من أصله حتّى
قام فوقهم كالظلّة، و كان المعسكر فرسخا في فرسخ [1].
و القوة هاهنا بمعنى القدرة. و هي في الأصل يقال لمبدإ التغيّر في
شيء آخر من حيث هو آخر. سواء كان فعلا أو انفعالا. و قد يقال لما به يمكن ان يصدر