نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 429
و من هاهنا علم انّ المأمور به لم يكن لفظا بعينه، و هو لفظ «الحطّة»
فجاءوا
بلفظ آخر، و ذلك لأنّه لو فرض أنّهم جاؤوا بلفظ آخر يفيد هذا المعنى مستقلّا بمعنى
ما أمروا به لم يستحقّوا المؤاخذة و العذاب، و لم يكونوا ظالمين بوضع لفظ في غير
موضعه. كما لو قالوا مكان لفظ «حطّة»: «نستغفرك و نتوب إليك» أو: «اللهم اغفر لنا ذنوبنا و اعف عنّا سيّئاتنا» و ما يجري
مجراه.
و اختلف في ذلك الغير، فقيل: إنّهم قالوا بالسريانية: «هطا
شمقاتا» [1].
في تفسير مولا الحسن بن علي العسكري عليه السّلام: إنّهم دخلوها مستقبليها بأستاهم و
قالوا: «هيطاشمقاتا» [2] اي حنطة
حمراء نتقوّتها أحب إلينا من هذا الفعل و هذا الأمر.
و قيل: قالوا: «حنطة» تجاهلا و استهزاء.
و قيل: كانوا قد أمروا أن يدخلوا الباب سجّدا، و قد صغّر لهم الباب
توطئة لذلك، فدخلوه راجعين
173
على
أستاههم، فخالفوا في القول و الدخول جميعا [3].
وهم
و من الناس من يحتجّ بهذه الآية على وجوب التوقيف في الأدعية
الواردة، و عدم تبديلها بلفظ آخر.
و الجواب: إنّهم إنّما استحقّوا العذاب لتبديلهم القول إلى قول آخر
مضادّ له في المعنى، فمن بدّل لفظا بلفظ آخر مع بقاء المعنى لم يظهر من هذه الآية
استحقاقه للذمّ.
[1] في مجمع البيان: «قالوا
بالسريانية:
هاطاسماقاتا، و قال بعضهم: حطاسماقاتا» و في تهذيب اللغة 3/ 416: «حنطة سمقاثا».
[2] في المطبوعة من التفسير
[123] و كذا في نسخة مخطوطة: «هطاسمقاتا».