responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 414

فعلى هذا القياس الحقيقة النبويّة، لأنّ حقيقة النبي صلّى اللّه عليه و آله حقيقة مقدّسة شريفة، و له مقام كلّي مع اللّه لا يسعه أحد- لا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل- كما

ورد من قوله صلّى اللّه عليه و آله: «لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل»

- و الذي كان له وقتا صار له مقاما، إذ الفرق بين الوقت و المقام في عرف أهل اللّه كالفرق بين الحال و الملكة النفسانيّين في عرف أهل النظر. فذات النبي صلّى اللّه عليه و آله مع اللّه ألبتّة، و لكن توجد مع ذلك في مظاهر و مجالي بحيث من رأى مثال حقيقته فقد رآه بالحقيقة- لا بالمجاز-.

و كذلك ذات اللّه تعالى منزّه عن الشكل و الصورة، و لكن ينتهي تعريفه للعبد بواسطة مثال محسوس إلى حيث يصلح أن يكون مثالا لجماله الحقيقي الذي لا شكل و لا صورة و لا لون له، و يكون ذلك المثال صادقا حقّا، و واسطة في المعرفة. فيقول الرائي النائم: «رأيت اللّه في المنام» لا بمعنى انّه رأى ذاته الأحديّة مجرّدة عن الأشباح و الأمثلة. بل بمعنى انّه رأي مثال ذاته- و المثال غير المثل.

وهم و إزالة

و لعلّك تقول: إذا أمكنت رؤية اللّه بضرب مثال، فلما ذا لمّا طلب موسى عليه السّلام الرؤية لقومه أخذتهم الصاعقة؟! و لمّا طلب لنفسه قال: لَنْ تَرانِي‌؟! فهلّا أظهر له- أو لهم- مثالا صادقا يرونه شاهدين؟.

فنقول: إنّ الرؤية المثاليّة له تعالى على أنحاء متفاضلة، و في عوالم متفاوتة في القرب و البعد منه تعالى، فربّ مثال بالنسبة إلى مثال آخر كالحقيقة بالنسبة إلى مثال. ألا ترى إنّ حقيقة جبرئيل حقيقة عقليّة، و كان جبرئيل قد يتمثّل أحيانا في هذا العالم بصورة شخص أعرابي، و كثيرا ما كان متمثّلا بصورة دحية الكلبي، و كان رجلا حسن الوجه، و قد يتمثّل له صلّى اللّه عليه و آله في عالم آخر بصورة هي بالحقيقة صورته و قد

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست