responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 409

بشي‌ء، فتكون رؤية اللّه جائزة.

و الجواب انّ إنزال الكتاب على وجه اقترحوه أمر محال لما حقّق في العلوم الحقيقية من كيفيّة نزول الكلام و الكتاب، و قد سبق في المفاتيح ما يوضح ذلك لأهل البصيرة [1]. و كذا نقول استقرار الجبل حين التجلّي أمر محال.

و أمّا الذي أجاب به بعضهم‌ [2] «من أنّ الظاهر يقتضي كون كلّ واحد من نزول الكتاب و الرؤية ممتنعا، لكن ترك العمل به في إنزال الكتاب‌ 150 فيبقى معمولا به في الرؤية» ففي غاية السخافة كما لا يخفى، لأنّه ما أقام دليلا على أنّ الاستعظام لا يتحقّق إلا إذا كان المطلوب ممتنعا، و إنّما وقع التعويل على ضرب الأمثلة 151 و المثال لا يقنع به في هذا الباب، و العمل بالظاهر إنّما يصح- حيث يصح- في الأحكام الفرعيّة- دون العقائد الأصليّة.

البحث الثاني:

إنّ الرؤية- على أيّ وجه كانت- هل هي ممكنة للعباد؟ أم هي ممتنعة؟.

اعلم أنّ أكثر الناس يتنازعون في مسألة لا يعرفون بعد موضوعها و لا محمولها، فقبل تحرير محل النزاع يخاصم بعضهم بعضا، و يكفّر بعضهم بعضا. و هذه المسألة من هذا القبيل، فإنّ الواجب أوّلا على كلّ مسلم أن يعرف ربّه و يعرف نفسه، ثمّ يتكلّم في هذا المقام.

و هذان العلمان من العلوم الغامضة التي لا يتيسّر إلا بجهد جهيد و خوض شديد، مع ذهن صاف و صدر منشرح، و قلب منور مشتعل في الصدر كالمصباح‌ 152 في القنديل. و أكثر الناس غلاظ الطبائع قساة القلوب. فإذا من حصل له علم بماهيّة


[1] راجع المفتاح الأوّل من كتاب مفاتيح الغيب للمصنف قده.

[2] هو أبو الحسين البصري كما في تفسير الفخر الرازي: 1/ 532.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست