نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 407
بعضكم بعضا. فقتل من لم يعبد العجل من عبده» فظهر انّ المقتولين هم
العابدون للعجل. فالسائلون للرؤية غيرهم.
و في التفسير المذكور أيضا [1]: «إنّ
القوم
كانوا ستمائة ألف، كلّهم قتلوا إلّا اثني عشر ألفا، و هم الذين لم يعبدوا العجل».
و قوله:جَهْرَةً أي: عيانا. قال صاحب الكشاف [2]: «هي مصدر من قولك: «جهر بالقراءة و بالدعاء» كأنّ الذي يرى بالعين جاهر
بالرؤية، و الذي يرى بالقلب مخافت بها. و انتصابها على المصدريّة، لأنّها نوع من
الرؤية فنصبت بفعلها كما تنصب القرفصاء بفعل الجلوس. او على الحال بمعنى «ذوي
جهرة»
و قريء «جهرة»- بفتح الهاء- و هي إما مصدر ك «الغلبة «و إما جمع «جاهر».
و قال القفّال
[3]:
أصل
الجهرة من الظهور. يقال: «جهرت الشيء» إذا كشفته، و «جهرت البئر» إذا كان ماؤها يغطى بالطين فنقيّته حتى
ظهر الماء. و يقال: «صوت جهير» و «رجل جهوري الصوت» إذا كان صوته عاليا. و إنّما قالواجَهْرَةً لئلّا يتوهّم انّ المراد بالرؤية العلم و التخيّل، كما يراه النائم.
و في هذا المقام موضع أبحاث عقليّة:
الأوّل:
إنّ بعض المتكلّمين من أصحابنا الإماميّة- رضوان اللّه عليهم- و سائر
المعتزلة استدلّوا بقوله تعالى:فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ على امتناع الرؤية عليه.
تقريره انّها لو كانت جائزة فكانوا التمسوا أمرا مجوّزا، فوجب أن لا
ينزل عليهم العذاب، كما لم ينزل بهم العقوبة لما التمسوا النقل من طعام إلى طعام.