هذا هو النعمة الرابعة عليهم من اللّه [تعالى] [الفرقان و
القرآن]
و الفرقان في اللغة مصدر فرّقت بين الشيئين فرقا و فرقانا، يطلق على
ما به يحصل الفرقان، و المراد به هاهنا إمّا نفس التورية باعتبار كونه فارقا بين
الحقّ و الباطل، أو شيئا داخلا فيه أو خارجا عنه.
فالأوّل قول ابن عباس. و إنّما صحّ العطف لتغائر اللفظين بل لتغائر
المفهومين فإنّ مفهوم «الكتاب» يغاير مفهوم «الفراق» فهو كقولك: «رأيت الغيث و الليث» تريد الرجل الجامع بين الجود و
الشجاعة و نظيره قوله تعالى:وَ
لَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً [21/ 48] يعنى الجامع بين هذه
الأوصاف.
و الثاني يكون إشارة إلى بعض ما في التورية، كبيان اصول الدين و
فروعه.
و أمّا الثالث، فقيل: إنّ المراد به انفراق البحر الذي أتاه موسى
عليه السّلام.
و قيل: الفرق الحاصل بين أهل الحقّ- و هم موسى و أصحابه المؤمنون- و
بين أهل الباطل- و هم فرعون و أصحابه الكافرون- و ذلك بأشياء كثيرة منها نجاة
هؤلاء، و غرق هؤلاء- هذا بحسب الظاهر. و أمّا بحسب الباطن فهؤلاء نجوا من غرق
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 394