responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 389

فإذن لا شكر إلّا بأن تعرف انّ الكل منه، فإن خالجك ريب في هذا لم تكن عارفا إلّا بالنعمة- لا بالمنعم- فلا تفرح بالمنعم وحده، بل بغيره. فبقدر نقصان معرفتك ينقص حالك في الفرح، و بنقصان فرحك و ابتهاجك بالمنعم ينقص عملك.

فهذا بيان هذا الأصل.

الأصل الثاني:

الحال المستثمر من أصل المعرفة، و هو الفرح بالمنعم مع هيئة الخشوع و التواضع، و هذا أيضا شكر في نفسه، كما انّ المعرفة شكر، و لكن إنّما يكون شكرا إذا كان جامعا لشروط:

أحدها أن يكون فرحك بالمنعم- لا بالنعمة، و لا بالإنعام- و مثاله: انّ الملك إذا أنعم بفرس على إنسان، تصور فرحه بالفرس من ثلاثة أوجه: أحدها أن يفرح به من حيث إنّه فرس، و إنّه مال ينتفع به، و مركوب يوافق غرضه و إنّه جواد نفيس و لو وجده في صحراء و أخذه لكان فرحه مثل هذا الفرح.

الثاني أن يفرح به من حيث أنّه يستدّل به على عناية الملك و شفقّته عليه، حتّى انّه لو وجده في صحراء لم يفرح به أصلا، لاستغنائه عنه او لاستحقاره بالإضافة إلى ما هو مطلوبه من نيل المحلّ في قلب الملك.

الثالث أن يفرح به ليركبه و يخرج به في خدمة الملك لينال بخدمته رتبة القرب عنه، و يرتقي إلى درجة الوزارة من حيث أنّه لم يقنع بأن يكون محلّه في قلب الملك أن يعطيه فرسا، و لا يكتفي بهذا القدر من العناية، بل هو طالب لأن لا ينعم الملك على أحد إلّا بواسطته، ثمّ إنّه لا يريد من الوزارة الوزارة أيضا، بل مشاهدة الملك و القرب منه، حتّى انّه لو خيّر بين الوزارة دون القرب، و بين القرب دون الوزارة لاختار القرب.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست