العفو، و الصفح، و المغفرة، و التجاوز نظائر. قال [ابن] الأنباري:عَفَا اللَّهُ عَنْكَ [9/ 13] معناه: محى اللَّه عنك. مأخوذ من قولهم: «عفت
الريح
الأثر» إذا درسته و محته. فعفو اللَّه محوه الذنوب عن العبد.
و الظاهر إنّ المراد من قوله:عَفَوْنا عَنْكُمْ
تركنا
معاجلتكم بالعقاب في الدنيامِنْ
بَعْدِ اتّخاذكم العجل إلهالَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي: تعرفون اللَّه و رسوله. فإنّ تمام الشكر
بأفضل أجزائه، و هو المعرفة.
لمّا وقعت إليه الإشارة سابقا من أنّ كلّ مقام من مقامات الدين ينتظم
بأمور ثلاثة-: العلم، و هو أعلاها، و الحال، و هو أوسطها. و العمل، و هو أدناها-
فالشكر للَّه عبارة عن اعتقاد كونه خالقا و رازقا للعباد و منعما عليهم في الدنيا
و الآخرة بواسطة الملائكة و الأنبياء
133 134. و يلزم ذلك الاعتقاد الفرح بذكر اللَّه و معرفته و حبّ لقائه و خلوص
القلب عن الالتفات بغير اللَّه و تصفيته عن كلّ خاطر ردي، و يلزمه أيضا العمل
بالأركان و الجوارح بقدر ما يتيسّر و يطاق.
و اسم «الشكر» تارة يقع على الثلاثة، و تارة يخصّ بالأول- نظرا
إلى سرّه و روحه و باطنه- و تارة يخصّ بالآخر- نظرا إلى ظاهره المكشوف للحسّ.
كما انّ اسم الايمان تارة يقع على الاعتقاد باللَّه و اليوم الآخر و
الملائكة و الكتب
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 380