responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 307

الشي‌ء لينبعث منه الشي‌ء، و العلّة الغائية يجب أن تكون متأخّرة الوجود عن الشي‌ء ليستتبعها الشي‌ء؟

فالجواب إنّ العلّة الغائيّة- إن تأمّلت- فهي في الحقيقة عين العلّة الفاعليّة دائما- لا في هذا الموضع خاصّة- فإنّ الجائع إذا أكل ليشبع، فإنّما أكل ليشبع لأنّه تخيّل الشبع، فحاول أن يستكمل له وجود الشبع، فيصير من حد التخيّل إلى حدّ العين. فهو من حيث إنّه شعبان تخيّلا هو الذي يأكل ليصير شعبان وجودا، فالشبعان تخيّلا هو العلّة الفاعلية، و الشبعان وجودا هو الغاية.

فالأكل صادر من الشبع، و مصدر للشبع، فالشبع هو الذي كان علّة فاعليّة للأكل، و علّة غائيّة له، و لكن باعتبارين مختلف، فهو باعتبار الوجود العلمي فاعل، و باعتبار الوجود العيني غاية.

و الأمر فيما نحن فيه على عكس ذلك بوجه. فإنّ اللّه عز و جل حيث أنبأنا عن غاية وجود العالم،

قال: «كنت كنزا مخفيّا، فأحببت أن اعرف، فخلقت الخلق لا عرف».

فدلّنا على أن غاية وجود العالم هو اللّه معروفا، فهو موجودا علّة فاعليّة للعالم، و هو مشهودا علّة غائيّة.

فهذا وجه من تحقيق هذا الكلام، و هاهنا وجه آخر أدقّ من هذا، فغاية الوجود هي لقاء اللّه عز و جل، لذلك بني العالم، و لأجله نظمّ النظام، و إلى ذلك ينساق الوجود. و أَنَّ إِلى‌ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‌ [53/ 42].

تتمّة [غاية سير الأشقياء و السعداء]

و اعلم إنّ هاهنا غايات وهمية مجعولة للأوهام زيّنت لطوائف من الناس فهم سالكون إليها في لبس و عماية من غير بصيرة و لا دراية، و هم كلّ الناس، إلّا عباد اللّه المخلصين.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست