لشهر رمضان، لأنّ الصائم يصبر نفسه و يكفّها عمّا يفسد الصيام، فيكون
فائدة الاستعانة به أن يذهب بالشره و هوى النفس، فإنّ سد آفة الشهوة بالجوع يوجب
سدّ سائر الآفات، كآفة الغضب و التكبّر و حبّ الجاه و غيرها إذ الجميع ممّا يتقوّي
بقوّة البدن من الطعام و الشراب.
و لذلك
ورد في الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله إنّه قال [3]: «الصوم و جاء»
ورد في قوله صلّى اللّه عليه و آله [5]: «إن الشيطان [يجري] من ابن آدم مجري الدم»
و لا شكّ في أنّ تقليل الغذاء يوجب تقليل الكيموس الصالح للدم، و
بقلّة الدم يضعف جنود الشيطان، كالشهوة و الغضب و التكبر و الرياسة و سائر
المهلكات.
و فائدة الاستعانة بالصلاة انّ هذه الآفات كلّها منشأها الاحتجاب عن
عالم النور و ما عند اللّه من الخير و السعادة بالانكباب إلى عالم الظلمة و الزور،
و عند الاشتغال بالصلاة يتلى فيها ما يذكّر العهد القديم، و يرغّب إلى ما عند
اللّه، و يزهّد في الدنيا و حبّ الرياسة. قال سبحانه:إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ [29/ 45].
و لأنّها تتضمّن التواضع و التذلّل للّه بوضع الجبهة التي أشرف
الأعضاء على