«الصبر» في اللغة منع
النفس محابّها و كفّها عن هواها، و لا بدّ للصبر من قوّة في الإنسان بها يصبر عن
الملتذّات، و يصبر على المعاصي لأنّ لكلّ فعل و أثر مبدأ لا محالة، و مبدأ الأفعال
و الانفعالات يسمّى عند أهل الحكمة «قوّة». ففي الإنسان قوّة تسمى بالصبر، تسمية
للشيء باسم سببه، كما انّ له قوّة تسمّى بالشهوة، و هاتان متقابلتان تقابل
التضادّ- و سيأتي تحقيق التضادّ بينهما.
قال سهل [بن] عبد اللّه: الصبر انتظار الفرج من اللّه، و هو أفضل
الخدمة و أعلاها و قال بعضهم: الصبر أن تصبر على الصبر بأن لا تطالع فيه الفرج.
و من أقسامه الصبر على المعصية، بكفّ الصابر نفسه عن الجزع، و يقال:
«فلان قتل صبرا» و هو أن ينصب للقتل و يحبس عليه حتى
يقتل.