نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 18
و الصابئون هم الذين قالوا بنبوّة اغاثاذيمون و هرمس- و هما شيث و
إدريس عليهما السلام [1]- و لم يقولوا
بغيرهما من الأنبياء- صلوات اللّه عليهم أجمعين- و نسبتهم إلى الحنفاء كنسبة
فلاسفة الإسلام إلى الصوفيّة بوجه، إلّا أنهم زادوا على التفضيل للملك على أهل
النبوّة عليهم السلام الى حيث تركوا طاعتهم و انقيادهم و جعلوا الملائكة قبلة
طاعتهم و منشأ نجاتهم و هدايتهم، و ربما يسمّون بأصحاب الروحانيّات.
و مذهبهم إن للعالم صانعا حكيما مقدّسا عن سمات الحدثان، و الواجب
علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله، و إنّما يتقرّب إليه بالمتوسّطين
المقرّبين لديه و هم الروحانيّون المطهّرون، المقدّسون جوهرا و فعلا و حالة.
أمّا الجوهر: فهم المطهّرون عن الموادّ الجسمانيّة، المبرّءون عن
القوى الجسدانيّة، المنزّهون عن الحركات و التغيّرات الزمانيّة، قد جبلّوا على
الطهارة و فطروا على التقديس و التسبيح فنحن نتقرّب إليهم و نتوكّل عليهم، و هم
أربابنا و شفعاونا عند ربّ الأرباب.
فالواجب علينا أن نطهّر نفوسنا عن دنس الشهوات الطبيعيّة، و نهذّب
أخلاقنا عن علائق القوى الشهويّة و الغضبيّة، حتّى تحصل بيننا و بينهم مناسبة،
فيفيض علينا بعض أنوارهم و فضائلهم و علومهم.
قالوا: و الأنبياء أمثالنا في النوع، و أشكالنا في الصورة، يشاركوننا
في الحاجة إلى المادّة، يأكلون مما نأكل، و يشربون مما نشرب، و يساهموننا في
الصورة، أناس بشر مثلنا، فمن أين لنا طاعتهم، و بأيّة مزيّة لهم لزم متابعتهم؟
و أمّا الفعل: فهم الأسباب المتوسّطون في الاختراع و الإيجاد و تصريف
الأمور من حال إلى حال، و توجيه المخلوقات من مبدأ إلى كمال، يستمدوّن القوّة
[1] راجع أخبار الحكماء للقفطى (ص 2) و دانشنامه ايران و اسلام
(آ: 104).
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 18