نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 131
الدنيوي، و بعد رجوعهم عن هذه الدار، و اتّصالهم بتلك الكلمات التي
لا تبيد و لا تنفد.
و فيما روي عن ابن عبّاس إشارة إلى أنّ المراتب اللاحقة هي أعيان
المراتب السابقة، و أنّ كل أحد يمكن وصوله إلى المقام الذي كان فيه بحسب الفطرة
الأصليّة إن ساعده التوفيق.
فقوله: «ألم تخلقني بيدك» 36 إشارة إلى مقامه السابق الربوبي الأسمائي. و قوله «ألم
تنفخ
فيّ الروح من روحك» إشارة إلى مقامه السابق الروحي في عالم العقل المحض. و قوله: «ألم
تسكننّي
جنّتك» إشارة إلى مقامه السابق النفسي في عالم الحيوة النفسانيّ الجنانيّ، و هو
عالم الجنّة و المغفرة.
و قال النخعي
[1]:
أتيت
ابن عباس، و قلت: ما الكلمات التي تلقّى آدم و حوّا من ربّه؟ قال: علّم اللّه آدم
و حوّاء أمر الحجّ. فحجّا، و هي الكلمات التي يقال في الحجّ، فلما فرغا من الحجّ
أوحى إليهما بأنّي قبلت توبتكما.
و
روي [2] لما أراد
اللّه أن يتوب على آدم طاف بالبيت سبعا، و البيت يومئذ ربوة حمراء، فلما صلّى
ركعتين قال: «اللهم إنّك تعلم سرّي و علانيتي، فاقبل
معذرتي. و تعلم حاجاتي، فاعطني سؤلي. و تعلم ما في نفسي، فاغفر لي ذنوبي.
اللهم إنّي أسئلك ايمانا يباشر قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم إنّه
لن يصيبني إلّا ما كتبت [لي] و الرضا بما قسمت لي» فأوحى اللّه إلى آدم: «يا آدم قد غفرت لك ذنبك، و لم يأتني أحد من ذريّتك فيدعوني بمثل الذي
دعوتني به إلّا غفرت ذنبه و كشفت همومه و غمومه و نزعت الفقر من بين عينيه. و
جاءته الدنيا و هو لا يريدها»