تلقّى: أي قبل و أخذ و تناول آدم على سبيل الطاعة من ربّه و ربّ كلّ
شيء:
كلمات. و المراد فجعلها وسيلة. او سأله بحقّهن.
و إنّما اكتفى لدلالة ما بعده عليه. و لأنّ معنى التلقّى يفيد ذلك و
ينبئ عمّا حذف من الكلام اختصارا. و لذلك قال:فَتابَ عَلَيْهِ
بالفاء
الدالّة على الترتيب، لأنّه لم يتب و [لا] يتوب عليه إلّا بأن سأل بتلك الكلمات، و
كان اللّه قد علّمه طريق الإنابة، و عرّفه وجوب التوبة، و هداه إلى التوسّل بتلك
الكلمات.
و قرء ابن كثيرآدَمُ بالنصب وكَلِماتٍ بالرفع، و
معناه غير ذلك، و هو أن الكلمات تداركته بالنجاة و الرحمة.
و يحتمل أن يقال: إن التلقّي لما كان من المعاني الإضافيّه- و كان من
تلقّى رجلا فتلاقيا كلّ واحد صاحبه، و أضيف الاجتماع إليهما معا- صلح أن يشتركا في
الوصف بذلك فيقال: كلّما تلقّيته فقد تلقّاك، فجاز أن يقال: «تلقّى آدم كلمات» أي: أخذها و استقبلها. و جاز بالنصب.
اي: جاءت من اللّه و تلقّته كلمات. على مثل قوله:لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
[2/ 124] في قراءة ابن مسعود
[1].
[1] قراءة ابن مسعود: «الظالمون»
الفخر
الرازي: 1/ 469.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 128