responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 104

فرارا من سخط اللّه، لأنّها لمّا انحدرت إلى هذا العالم صارت غياثا للأنفس التي قد اختلطت عقولها، فصارت كالإنسان المجنون. نادى الناس بأعلى صوته و أمرهم أن يرفضوا هذا العالم و ما فيه، و يصيروا إلى عالمهم الأوّل الشريف، و أمرهم أن يستغفروا الإله عزّ و جلّ لينالوا بذلك الراحة و النعمة التي كانوا فيها.

و منها ما قال أفلاطون الربّاني في كتاب له يدعى «فاذان»: «علّة هبوط النفس إلى هذا العالم سقوط ريشها، فإذا ارتاشت ارتفعت إلى عالمها الأوّل».

و منها ما قال هو- أيضا- في بعض كتبه الذي يدعي ب «طيماوس»: إن علّة هبوط النفس إلى هذا العالم امور شتّى. و ذلك إنّ منها ما هبطت لخطيئة أخطأها، و إنّما هبطت إلى هذا العالم لتعاقب و تجازي على خطاياها. و منها ما هبطت لعلّة أخرى».

غير إنّه اختصر في قوله و ذمّ هبوط النفس و سكناها في هذه الأجسام.

و قال في موضع آخر من طيماوس: إنّ النفس جوهر شريف سعيد، و إنّما صارت في هذا العالم من فعل الباري الخير، فإنّ الباري لما خلق هذا العالم أرسل إليه النفس، و صيّرها فيه ليكون العالم حيّا ذا عقل، لأنّه لم يكن من الواجب إذا كان هذا العالم متقنا في غاية الإتقان أن يكون غير ذي عقل، و لم يكون ممكنا أن يكون العالم ذا عقل و ليست له نفس. فلهذه العلّة أرسل الباري النفس إلى هذا العالم و أسكنها فيه. ثمّ أرسل أنفسنا و أسكنها في أبداننا، ليكون هذا العالم تامّا كاملا، و لئلّا يكون دون ذلك العالم في التمام و الكمال. فينبغي أن يكون في العالم الحسّي من أجناس الحيوان ما في العالم العقلي.

ثمّ قال: إنّ هذا العالم مركّب من هيولى و صورة، و إنّما صوّر الهيولي طبيعة هي أشرف من الصور، و هي النفس العقليّة، و إنّما صارت النفس تصوّر في الهيولي بما فيها من قوة العقل الشريف و إنّما صار العقل مقوّيا للنفس على تصوير الهيولي‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست