«البرقمخاريق الملائكة من حديد تضرب به
السحاب فينقدح عنه النار»و
هو المرويّ عن علي عليه السّلام.
و قيل: «سوط من نور يزجر به الملك السحاب» عن ابن عباس.
و قيل: «هو مصع ملك» عن مجاهد. و المصاع. المجالدة بالسيوف
و غيرها.
و قيل: إنّه نار ينقدح من اصطكاك الأجرام و الكلّ صحيح حسب مراتب
المشاهدة لمراتب العوالم.
فإذا سمعت أيّها العاقل الطبيعي إنّ ملكا يسوق السحاب بالزجر و الصوت
زجره يسمع زجل الرعود و إذا سجت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق و أنت تحكم
بعقلك إنّه اصطكاك الأجرام من الحرارة الدخانيّة و البرودة البخاريّة الواقعة
فوقها، فالذي أدركته بعقلك قضيّة صحيحة لو لم تنكر ما فوقها و لكن حرمت القضيّة
الاخرى إنّه ملك يسوق السحاب و لم تكد تراها لأنّه يدرك بنور البصيرة و أنت في
ظلمة الغشاوة و بك زمانة الجهالة لا سبيل لك إلى سلوك عالم النور.
و قس عليه سائر التأثيرات العلويّة في الأمور السفليّة كالزلازل و
الهدّات و غيرها فأمّا ما ورد في باب الخسوف و الكسوف إنّه من تخويف اللّه عباده و
إظهاره قدرته مع ما ثبت بالهندسة لك إنّ خسوف القمر لحجب نور الشمس عن جرمه
لحيلولة الأرض و إنّ كسوف الشمس يكون بحجاب جرم القمر نورها عن الأبصار فأهل
الايمان لا ينكرون
[1]الأقوال و الأحاديث منقولة من مجمع البيان: 1/ 57. راجع
ايضا الدر المنثور:
4/ 50.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 30