responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 43

انّ العقول قاصرة عن الإحاطة بجميع المعاني الداخلة في حدّه لأنه إنّما عرفت صورة حدّه إذا عرفت صور حدود جميع الموجودات. و إذ ليس فليس و أما اسم هو فلا حدّ له و لا إشارة إليه فيكون أجلّ مقاما و أعلى مرتبة و لهذا يختص بمداومة هذا الذكر الشريف الكمّل الواصلون.

و النكتة فيه إنّ العبد متى ذكر اللّه بشي‌ء من صفاته لم يكن مستغرقا في معرفة اللّه لأنه إذا قال «يا رحمن» فحينئذ يتذكّر رحمته فيميل طبعه إلى طلبها فيكون طالبا لحظّه و كذا إذا قال: يا كريم يا محسن يا غفّار يا وهّاب يا منتقم و إذا قال: يا مالك فحينئذ يتذكّر ملكه و ملكوته و ما فيه من أقسام النعم و لطائف القسم فيميل طبعه إليها و يطلب شيئا منها و قس عليه سائر الأسماء.

و أما إذا قال يا هو و انّه يعرف انّه تعالى هويّة صرفة لا يشوبه عموم و لا خصوص و لا تكثّر و تعدد و لا تناه و حدّ فهذا الذكر لا يدلّ على شي‌ء البتّة إلا محض الإنيّة التامّة التي لا يشوبه معنى يغايره فحينئذ يحصل في قلبه نور ذكره و لا يتكدر ذلك النور بالظلمة المتولّدة عن ذكر غير اللّه و هنالك النور التامّ و الكشف الكامل.

نكتة اخرى [الاسم «هو»]

انّ جميع صفات اللّه المعلومة عند الخلق إما صفات الجلال و إما صفات الإكرام أما الاولى فكقولنا انّه ليس بجسم و لا جوهر و لا عرض و لا في مكان و هذا فيه وقيعة. كمن خاطب السلطان بأنك لست أعمى و لا أصمّ و لا كذا و كذا و صار يعدّ أنواع المعائب و النقائص فإنّه ينسب إلى إسائة الأدب و يستوجب الزجر و التأديب.

و أما صفات الإكرام فككونه خالقا للخلائق رازقا للعباد. و هذا أيضا فيه وقيعة من وجهين:

الأول: إنّ كمال الصانع أجلّ و أعلى من أن يوصف بصنعه و خصوصا الفيّاض‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست