responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 406

و قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ [3/ 18] فبيّن إنّه الدليل على نفسه.

و ليس ذلك بمتناقض بل طرق الاستدلال فكم من طالب عرف الحق بالنظر إلى الموجودات، و كم من طالب عرف بالنظر إليه، و به كلّ الموجودات. كما قال بعضهم:

عرفت ربّي بربّي و لو لا ربّي لما عرفت ربّي.

و قد وصف اللّه نفسه بأنه المحيي و المميت، ثمّ فوّض الموت و الحيوة إلى ملكين ففي الخبر: إن ملك الموت و ملك الحيوة تناظرا، فقال ملك الموت: أنا أميت، و قال ملك الحيوة: أنا احيي الأموات. فأوحى اللّه إليهما: كونا على عملكما و ما سخّرتما له من الصنع.

فإنّي أنا المميت و أنا المحيي لا مميت و لا محيي سواي.

فالمحقّق أضاف الكلّ إلى اللّه لأنه عرف الحقّ و الحقيقة.

و لمّا جرى بيت لبيد على لسان بعض الأعراب، قصدا أو اتّفاقا،

صدّقه الرسول صلّى اللّه عليه و آله فقال‌ [1]: أصدق بيت قاله الشاعر، قول لبيد: ألا كلّ شي‌ء ما خلا اللّه باطل‌

أي كلّ مالا قوام له بنفسه، و إنّما قوامه بغيره، فهو باعتبار نفسه باطل، و إنّما حقيّته و حقيقته بغيره لا بنفسه. فإذا لا حقّ بالحقيقة إلا القيّوم الحقّ الذي ليس كمثله شي‌ء، فإنّه قائم بذاته و كلّما سواه قائم بقدرته، فهو الحقّ و ما سواه باطل، و لنرجع إلى ما كنّا بصدده.

فصل [رد احتجاجات المعتزلة]

اعلم إنّ المعتزلة لما كان أصل اعتقادهم إنّ فاعل الكفر و الجهل و الظلمة و سائر الشرور الواقعة في هذا العالم هو غير اللّه، أشكل عليهم قوله: فزادهم اللّه مرضا، قالوا:


[1]

البخاري: باب أيام الجاهلية: 5/ 53: «أصدق كلمة قالها ....».

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست