responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 259

فالجواب بمنع ثبوت هذا الإجماع و الحكم بإيمانه كما فعله حجة الإسلام الغزالي، فإنّه منع من هذا الإجماع في الصورتين و حكم بكونه مؤمنا و أنّ الامتناع عن عن النطق يجري مجرى الأعمال التي يؤتى بها مع الايمان.

أقول: لا يخفى عليك بعد ما تقدّم من الكلام، إنّ الايمان القلبيّ لكونه كما لا عقليّا و صورة باطنيّة، لا يحصل إلا عقيب الأعمال الشرعيّة و الأفعال الدينيّة و الرياضات السمعيّة، من القيام و الصيام و العبادات و القربات، و هذه الأمور منوطة بالتسليم و الانقياد لمن عنده الحجج و البيّنات، و الإذعان و الاعتراف بما أتى به القادة و الرؤساء، من اولى الشرائع و الآيات.

فالصورة المفروضة ممّا لا يمكن وقوعها عقلا و عادة فلا يقدح في الإجماع، بل نقول: الإجماع إنّما انعقدت على كفر من كلّف بالايمان و إظهاره فلم يقبل و لم يظهر الكلمة، و هذا ممّا لا شبهة فيه، فإنّه إمّا بصدد الجحود و الفتنة في الدين و إفساد قاعدة المسلمين، و إما بصدد الإباحة و التعطيل و الخروج عن التكاليف الدينيّة، فعلى أي الوجهين يكون كافرا ظاهرا او باطنا.

تنوير عقلى‌

اعلم إنّ الحقيقي من الايمان، هو الذي به يصير الإنسان إنسانا حقيقيّا عقليّا بعد ما كان إنسانا حيوانيّا، و به يخرج من القوّة إلى الفعل في الوجود البقائي الاخروي و يتخلّص عن الم الجحيم و التعذّب بالنار، و يتجرّد عن الرقّ و الحدثان، و تبدّل الجلود و الذوبان كما قال تعالى في صفة أهل النار كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ‌ [4/ 56].

و هذه الحقيقة الايمانية يعبّر عنها بعبارات مختلفة و يسمّى بأسامي متعدّدة في لسان الشرع و العقل.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست