نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 180
وحده لا شريك له ليتمّ لك بهذه الشهادة معرفة المبدأ. و أشهد أنّ
محمدا عبده و رسوله، ليتمّ لك معرفة المعاد و ليصعد إليه نور روحك و ينزل إليك روح
محمّد صلّى اللّه عليه و آله فيتلاقى الروحان و يحصل هناك الروح و الريحان فقل:
السلام عليك أيّها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته، فعند ذلك يقول محمد صلّى اللّه
عليه و آله: السلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين ثمّ إذا ذكرت اللّه في صلاتك
بهذه الأثنية و المحامد، ذكر اللّه ايّاك في محافل الملائكة كما
قال [1]: من ذكرني في
ملاء ذكرته في ملاء خير من ملائه.
و إذا سمع الملائكة ذلك اشتاقوا إلى العبد فقال اللّه: إن الملائكة
اشتاقوا إلى زيارتك و قد جاؤك زائرين، فابدأ بالسلام عليهم لتكون من السابقين،
فقل: السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، كلام أهل الجنة الذين تحيّتهم فيها سلام
فلا جرم إذا دخل المصلّون الجنة يدخلون عليهم من كلّ باب سلام عليكم بما صبرتم
فنعم عقبى الدّار.
إنّ آيات الفاتحة سبع و الأعمال المحسوسة في الصلوة غير القراءة و
الأذكار سبعة: القيام و الركوع و الانتصاب منه و السجود الأول و الانتصاب منه و
السجود الثاني و القعدة.
فهذه الأعمال كالشخص و الفاتحة لها كالروح، و إنّما يحصل الكمال و
الحيوة عند اتّصال الروح بالجسد. فقوله: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، بإزاء القيام،
ألا ترى أنّ الباء في بسم اللّه لمّا اتّصل باسم اللّه حصل قائما مرتفعا.
[1] المحاسن للبرقي: 1/ 39. و جاء ما يقرب منه في الكافي: 2/
498 و 50.