صفة للأول أو بدل عنه بدل الكلّ و الفرق بين الصفة و البدل إنّ البدل
في حكم تكرير العامل من حيث انّه المقصود بالنسبة كتكرير الجار في قوله تعالى:قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ [7/ 75] بخلاف الصفة فكأنّه
قال:
اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم. و فائدته التوكيد المنفهم من التثنية
و التنصيص على أنّ طريق المؤمنين هو المشهود عليه بالاستقامة المفضي لسالكه إلى
المطلوب على أبلغ وجه و آكده. فإنّك إذا قلت مثلا: «هل ادلّك على أعلم الناس و أفضلهم الفلان» فكأنّك
قد ثنّيت ذكره أولا إجمالا و ثانيا تفصيلا و جعلت اسمه كالتفسير و البيان لنعته
المذكور أولا إشعارا بأنّه من البيّن الذي لا خفاء فيه، فجعلته علما في العلم و
الفضيلة فيكون ذلك أبلغ من قولك: هل أدلّك على فلان الأعلم الأفضل.
فهيهنا قد وقع الإشعار بأن الطريق المنعوت بالاستقامة هو طريق
المؤمنين المنعم عليهم على أبلغ الوجوه و آكده.
و «الذين» موصول و «أنعمت عليهم» صلته. و قد تمّ بها اسما مفردا يكون في
موضع الجرّ باضافة صراط إليه. و لا يقال في موضع الرفع «اللذون» لأنّه اسم غير متمكّن.
و قد حكى ذلك شاذا كما حكي الشياطون في حال الرفع و قرء عمر بن
الخطاب و عمرو بن الزبير
[1]:
صراط
من أنعمت عليهم. و هو المروي من أهل بيت النبيّ [2] عليه و عليهم السلام.